لحاجة فيها مصلحتهم ، وكان من طعن بعضهم في بعض ما هو معروف في كتب التاريخ وغيرها كالإحياء للغزالي حتّى صار بعض المسلمين إذا وجد في بلد يتعصّب أهله لمذهب غير مذهبه ، ينظرون إليه نظرتهم إلى البعير الأجرب بينهم!
ومن ذلك أن بعض الأحناف من الأفغانيين سمع رجلاً يصلّي بجواره مأموماً يقرأ الفاتحة فضربه بيده على صدره ضربة قويّة وقع منها على ظهره حتّى كاد يموت!
وإنّ بعضهم كسر سبابة مصلّ لأنّه رفعها في التشهد (١)!
وسئل بعض المتعصّبين من الشافعي عن حكمة الطعام الذي وقعت عليه قطرة نبيذ فقال عفا الله عنه : يرمى لكلب أو حنفي! ويقابله قول متعصّب آخر حنفي لمن سأله : هل يجوز للحنفي أن يتزوّج المرأة الشافعية؟ فقال : إنّ ذلك لا يجوز لأنّها تشكّ في إيمانها يشير بذلك إلى أنّ الشافعي يجيز أن يقول المسلم انا مؤمن إن شاء الله! ويفتي حنفي آخر بأنّه يجوز للحنفي أن يتزوّج الشافعية لا على أنّها مؤمنة بل بقياسها على الكتابية ( اليهوديه أو النصرانية ) التي تجوز للمسلم بالاتفاق! (٢).
ويذكر الرحّالة المغربي ( ابن بطوطة ) :
لما دخلنا هذه المدينة [ صنوب ] رآنا أهلها ونحن نصلي سبلي أيدينا ، وهم حنفية لا يعرفون مذهب مالك ولا صلاته ، والمختار من مذهبه هو إسبال
__________________
١ ـ ما لا يجوز فيه الخلاف بين المسلمين : ٧٩.
٢ ـ الإسلام بين السنّة والشيعة ١ : ٤٩.