ولكي نحقّق هذا الشعار في الواقع العملي فإنّنا بحاجة إلى أن نضحّي من أجله بكلّ غالٍ ونفيس.
إن من أبرز شروط الوحدة ـ سواء على مستوى الأفراد والتجمّعات أو على مستوى الدول والأمم ـ هو صفاء الرّوح والقلب وتزكية النّفس ، وأن لا نبتغي من وراء هذه الوحدة ما ينافيها ، ولا نفكّر فيها من أجل استغلالها لأهدافنا الذاتية.
والوحدة هي نعمة من الله على المؤمنين ، فهو الذي يؤلّف بين قلوبهم ، وهو عليم بما في الصدور ، وإذا كانت الصدور مريضة ، والقلوب عليلة ، والبصائر محجوبة ، فإنّ الله تعالى سوف لا يهب للإنسان هذه النعمة ؛ فإنّ أردناها فلابدّ من أن نُطهّر أنفسنا ، ونُخلّص نياتنا ، وأن لا نطلب هذه الوحدة إلّا من أجل الله ، ومن أجل تحقيق المصالح الكبرى للأمّة.
فنحن لا نستطيع أن نصبح إخواناً إلّا عندما ننسى الحواجز والفوارق والاختلافات ، ونذوب جميعاً في بوتقة الإسلام ، فإذا تجسّدت الوحدة في شخص فينبغي على الجميع أن يسيروا على خطّه ؛ لأنّه هو نفسه كان قد ذاب في هذا الخطّ فلم يعد شخصاً ، ولم يعد حجماً ضمن حدود أو أُطُر معيّنة حتّى استطاع بقلبه الكبير أن يحتوي كلّ تطلّعات الأُمّة ، وإذا تجسّدت الوحدة في هيئة أو مجلس أو أيّ عنوان آخر ، فلابدّ للجميع من أن يذوبوا في هذا العنوان.
إنّ الجماهير هي التي تشكّل الهدف الأوّل من تحرّكنا ، ونحن نريد أن نعمل في سبيل الله تعالى ، ومن أجل إنقاذ الأُمّة ، وإذا كان هذا هو الهدف