وكما ينبغي لكلّ قادر واع أن يسعى للمعرفة والاطلاع ، فإنّ على اتباع المذاهب أن يعملوا لتعريف مذاهبهم وتبيين وجهات نظرهم دفعاً للتهّم والشبهات ، فالناس أعداء ما جهلوا (١).
إنّ ساحتنا الفكرية تعاني من الجمود والتقوقع والإرهاب فلابدّ لنا من نهضة ثقافية فكرية نرتفع بها إلى مستوى الانفتاح العلمي والتحرّر الفكري والتنافس المعرفي الهادف ، حتّى تتفجّر الطاقات والمواهب وتتبلور الأفكار والآراء ، ونستفيد من إيجابيات كلّ المذاهب الإسلامية لتقديم صورة مشرقة عن الإسلام العظيم للعالم ، ولبناء أسس حضارة إسلامية جديدة ترتقبها كلّ جماهير أمّتنا بشوق ورجاء.
إنّنا بحاجة إلى مؤسّسات علمية فكرية تدرّس قضايا الدين والحياة على ضوء مختلف المذاهب الإسلامية ، والى معاهد ومؤتمرات وندوات تخصّصية لمناقشة موارد الاتفاق والاختلاف بين طوائف المسلمين بروح موضوعية أخوية.
__________________
١ ـ عن الإمام علي عليه أنّه قال : ( المرءُ عدُوُّ ما جهل ) غرر الحكم للآمدي : ٢٩٤ الحكمة ٨٢٤٩.