فعلينا أن نذوب في الجماهير بقدر ما تقتضيه أوامر الخالق.
وعلى كلّ مجموعة قيادية أن تكون عارفة بلغة الجماهير وأحاسيسها ومشاعرها وتطلّعاتها وأهدافها ، وبالآلام التي يعانون منها ، وهذا هدف آخر من أهداف الوحدة.
وهنا يطرح السؤال التالي نفسه : ترى من المسؤول عن هذه الوحدة؟
إنّ هذه المسؤولية لا تقتصر على العلماء والمثقّفين ، فنحن جميعاً مسؤولون عن تحقيقها ، والمحافظة عليها ، فالله سبحانه وتعالى يخاطب في كتابه الكريم الجميع قائلاً : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) (١).
فعلينا أن لا ننسى في نفس الوقت أنّ الجماهير الإسلامية كلّها مسؤولة بشكل مشترك هي الأخرى عن تحقيق هذه الوحدة ، من خلال الالتزام بأوامر القيادة ، ومن خلال الابتعاد عن كلّ سلوك من شأنه أن يفرّق الصفوف ، ويثير الحزازات ، ويؤجّج الاختلافات والفتن ، وتجنّب الصّفات الأخلاقية الذميمة التي تقضي على كيان الوحدة مثل سوء الظنّ والغيبة وتوجيه التهم والنميمة وما إلى ذلك.
__________________
١ ـ آل عمران (٣) : ١٠٣.