لها المجال لتشارك في بناء الكيان الشامل ، ولتتكامل مع سائر الجهات والأطراف.
ومشكلة أخرى تواجهنا في طريق تعبئة جمهور الأُمّة باتّجاه الوحدة ، هي وجود الدعاوى والمدّعين ، من حاملي رايات الوحدة ، ورافعي شعاراتها ، من حكّام وأحزاب ، ومراكز قوى وفعاليات ، في الوقت الذي تجيز فيه هذه الدعوات وتستثمر لأغراض مصلحية مناقضة للهدف الوحدوي ، فكم من تجزئة وتفرقة ونزاع جرى تحت رايات الوحدة ، وعلى أنغام شعاراتها؟ ممّا أحدث شيئاً من اليأس وردّة الفعل والتشكيك في الدعوات الوحدوية لدى قطاع عريض من جماهير الأُمّة.
كذلك كلّما حصل الالتباس والخلط ، يصعب على الناس التمييز بين الدعوات الصادقة والأخرى الزائفة.
يبدو أنّ علماء الدين هم الجهة الأكثر تأهيلاً وقدوة على شقّ طريق الوحدة أمام الأُمّة وذلك للأسباب التالية :
أولاً : لما يفترض فيهم من أنّهم الأكثر تمسّكاً بتعاليم الإسلام ، والأحرص على تطبيق مبادئه (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) (١). والوحدة ، كمبدأ ونظام ، ينبثقان من عمق الدين ، عقيدة وتشريعاً ، لابدّ وأن يحتضنها العلماء ، ويهتمّون بتنفيذ أوامر الله حولها.
ثانياً : والعلماء مدعوون ومطالبون من قبل الله تعالى ، قبل أيّ جهة أخرى ،
__________________
١ ـ فاطر (٣٥) : ٢٨.