بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأيّ معروف أكبر من الوحدة؟ وأيّ منكر أخطر من التجزئة والتفرقة؟
ثالثاً : وللعلماء رصيد كبير من الثقة في نفوس الناس ، ممّا يجعل دعوتهم أكثر مقبولية ، ويمكّنهم من التغلّب على حالات اليأس والتشكيك والالتباس ، وأن يتعاطى الجمهور مع دعوتهم بثقة وجدية.
ولأهمية موضوع وحدة الأُمّة ، فإنّ القرآن الكريم يتناوله في العشرات من الآيات والسور ، ويعالجه من زوايا متعدّدة وجوانب مختلفة.
فبعض الآيات الكريمة تؤكّد على أهميّة الوحدة وضرورتها في حياة الأُمّة ، كقوله تعالى : (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (١).
وقوله تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) (٢).
وآيات آخر في القرآن الكريم ، تبين أضرار وأخطار الفرقة والخلاف ، وتحذّر منها. يقول تعالى : (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (٣).
بينما تشير مجموعة من الآيات القرآنية إلى الجهات الداخلية والخارجية ، التي تعمل على تمزيق المجتمع ، وتغذي حالة النزاع والتمزق في الأُمّة ، منها قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء) (٤) ، وقوله
__________________
١ ـ الأنبياء (٢١) : ٩٢.
٢ ـ آل عمران (٣) : ١٠٣.
٣ ـ الأنفال (٨) : ٤٦.
٤ ـ المائدة (٥) : ٩١.