الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (١) ، يتحدث العلّامة الآلوسي البغدادي عن الصلاة على غير الأنبياء والملائكة عليه السلام ، فيقول : اضطربت فيها أقوال العلماء ، فقيل تجوز مطلقاً ، قال القاضي عياض : وعليه عامة أهل العلم ، واستدل له بقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ ) (٢) ، وبما صحّ من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : اللهّم صل على آل أبي أوفى (٣) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد رفع يديه : اللهّم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة (٤). وصحّح ابن حبّان خبره أنّ امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : صل علي وعلى زوجي ففعل (٥) ، وفي خبر مسلم رضي الله عنه ، أنّ الملائكة تقول لروح المؤمن : صلّى الله عليك وعلى جسدك (٦) ، وقيل لا تجوز مطلقاً ، وقيل لا تجوز استقلالاً وتجوز تبعاً فيما ورد فيه النصّ كلآل أو ألحق به كالأصحاب.
ثمّ يذكر أدلّة أحد المانعين من الصلاة على غير الأنبياء والملائكة ، وهو محل الشاهد في بحثنا فيقول عنه : هو أمر لم يكن معروفاً في الصدر الأول ، وإنّما أحدثه الرافضة في بعض الأئمّة والتشبه بأهل البدع ، منهي عنه فتجب
__________________
١ ـ الأحزاب (٣٣) : ٥٦.
٢ ـ الأحزاب (٣٣) : ٤٣.
٣ ـ صحيح البخاري ٢ : ١٣٦ باب (ما يستخرج من البحر).
٤ ـ سنن أبي داود ٢ : ٥١٥ ، الحديث٥١٨٥.
٥ ـ صحيح ابن حبّان ٣ : ١٩٧ ، باب(إباحة الصلاة على غير الأنبياء) ..
٦ ـ صحيح مسلم ٨ : ١٦٢ ، باب ( عرض مقعد الميت من الجنة ... ) وفيه :
( عن أبي هريرة قال : إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها قال حماد : فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال : ويقول أهل السماء : روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلّى الله عليك وعلى جسدٍ كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربّه عزّ وجلّ ثمّ يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل ... ).