قُرُوَءٍ) (١) ، ولفظ القرء في اللغة مشترك ، بين الطهر والحيض ، لذا اختلف الفقهاء في عدة المطلقة ، أتكون بالحيض أم بالإطهار.
وكذلك حينما يكون للفظ استعمالان : حقيقي ومجازي ، فيختلف العلماء حول المراد من ذلك اللفظ في الآية ، هل هو المعنى الحقيقي أو المجازي ...؟ وما شابه ذلك من موارد. كما في اختلافهم حول آية الوضوء ، في سورة المائدة وهي قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ) (٢).
فالآية تنصّ على مسح الرأس في الوضوء ، لكن حرف الباء الوارد في برؤوسكم هل هو للتبعيض؟ فيكفي مسح بعض الرأس ، وبه قال فقهاء مذهب أهل البيت ، وفقهاء المذهب الحنفي والشافعي ، أم هو حرف زائد؟ أو للإلصاق؟ فيجب مسح جميع الرأس ، كما هو رأي فقهاء المذهب المالكي والحنبلي.
وقوله تعالى وأرجلكم هل هي معطوفة على قوله تعالى : (فاغسلوا وجوهكم)؟ فيكون حكم الرِجلين هو الغَسل ، كالوجه وهو ما يراه فقهاء المذاهب الأربعة ، أو أنّها معطوفة على قوله تعالى : (وامسحوا برؤوسكم) فيكون حكم الرجلين المسح كالرأس ، وهو ما ذهب إليه فقهاء مذهب أهل البيت ويستند أهل كلّ رأي لدليل يعتمدون عليه.
وقد ينشأ الاختلاف حول مفاد النصّ القرآني ، لتفاوت مستويات المعرفة
__________________
١ ـ البقرة (٢) : ٢٢٨.
٢ ـ المائدة (٥) : ٦.