خالفوهم في تحديد دلالة الحديث.
وأورده المحدّث السلفي المعاصر ، الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني ، في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة ، وعدّد له أكثر من عشرين طريقاً ، ثمّ أضاف قائلاً : وللحديث طرق أخرى كثيرة ، جمع طائفة منها الهيثمي في المجمع ( ٩ / ١٠٣ ـ ١٠٨ ) وقد ذكرتُ وخرّجتُ ما تيسّر لي منها ممّا يقطع الواقف عليها ، بعد تحقيق الكلام على أسانيدها ، بصحّة الحديث يقيناً ، وإلّا فهي كثيرة جدّاً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد. قال الحافظ ابن حجر : منها صحاح ومنها حسان (١).
يقول ابن حجر : أنّه حديث صحيح لا مِرْية فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، وطرقه كثيرة جداً ، ومن ثمّ رواه ستة عشر صحابياً ، وفي رواية لأحمد أنّه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون صحابياً ، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته ، كما مرّ وسيأتي ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، ولا التفات لمن قدح في صحّته ولا لمن ردّه (٢).
لكنّه يخالف علماء الشيعة في الاستدلال بالحديث على إمامة علي وخلافته بقوله : لا نسلم أنّ معنى الولي ما ذكروه ، بل معناه الناصر ، لأنّه مشترك بين معان ، كالمعتق والعتيق ، والمتصرّف في الأمر ، والناصر والمحبوب ، وهو حقيقة في كلّ منها وتعيين بعض معاني المشترك من غير
__________________
١ ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤ : ٣٤٣ ، والصواعق المحرقة ١ : ١٠٦.
٢ ـ الصواعق المحرقة ١ : ١٠٦.