لله ، وأبعد عن الانزلاق في مهاوي الفتن والبغضاء.
يقول تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) (١).
(٢) ـ ورجل الدين ، بقراءته لسير الأنبياء والأولياء ، وخاصّة سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وسير الأئمة عليهم السلام من ذرّيته ، وخيرة أصحابه ، وما تنضح به تلك الصفحات المشرقة من مكارم الأخلاق ، ومحاسن الشيم ، وروائع الصفات ... يجب أن يكون أكثر تطلّعاً وتشوّقاً للتأسي ، والاقتداء بتلك النفوس الطاهرة ، والشخصيات المباركة.
ففي سورة الأنعام ، وبعد أن يستعرض القرآن الحكيم بعض الصور والمشاهد من حياة الأنبياء والأولياء ، يقول تعالى : (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (٢).
(٣) ـ ولأنّ رجل الدين في موقع الإرشاد والوعظ للآخرين ، حيث يدعو الناس إلى تقوى الله ، ويأمرهم بالتزام أحكامه وحدوده ، ويحذّرهم من إغواء الشيطان ، والخضوع للشهوات والأهواء ، فإنّه يجب أن يكون قدوة للناس ، متعظاً بما يعظ به ، وملتزماً قبل غيره ، ليكون كلامه مؤثَّراً في الناس ، مقبولاً لديهم ، وليكون منسجماً مع نفسه.
كما يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : من نصب نفسه للناس إماماً ، فعليه أنْ يبدأ بتعليم نفسه ، قبل تعليم غيره ، ويكن تأديبه بسيرته ، قبل تأديبه بلسانه. ومعلِّم نفسه ومؤدبِّها ، أحقّ بالإجلال من معلِّم الناس ومؤدِّبهم (٣).
__________________
١ ـ فاطر (٣٥) : ٢٨.
٢ ـ الأنعام (٦) : ٩٠.
٣ ـ نهج البلاغة ٤ : ١٦ ، الحكمة رقم ٧٣.