(٢) ـ وعلى الجمهور أن يحذر من العلماء غير الملتزمين ، فلا يمنحهم الثقة ، ولا يجعلهم في موقع القيادة والاتباع ، ولا يعتبرهم مصدراً ومرجعياً في شؤون الدين ، في الحديث عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام قل لعبادي : لا يجعلوا بيني وبينهم عالماً مفتوناً بالدنيا فيصدهم عن ذكري ، وعن طريق محبتي ومناجاتي ، أولئك قطاع الطريق من عبادي (١).
وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام : إذا رأيتم العالم محبّاً للدنيا فاتهموه على دينكم فإنّ كلّ محبٍّ يحوط ما أحبَّ (٢).
(٣) ـ وبالطبع ، فإن انحراف رجل الدين له مضاعفاته وآثاره الخطيرة ، على الدين والمجتمع ، لذا جاءت النصوص والأحاديث تنبه إلى ذلك.
قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أي الناس شر؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم : العلماء إذا فسدوا (٣).
وعن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : زلّة العالم كانكسار السفينة تغرق وتُغرق معها غيرها (٤).
عالم الدين بين الاستقامة والانحراف إذا ما فقد عالم الدين مناعته ، وحصانته المبدئية ، وضعفت إرادته الإيمانية ، عن مقاومة ( فيروسات ) الأهواء ، فستكون نفسه مرتعاً لمختلف النزعات الشهوانية ، والتوجّهات الانحرافية.
ومن هذه الثغرة الخطيرة الواسعة ، تهبّ رياح الخلافات والصراعات في
__________________
١ ـ تحف العقول : ٣٩٧.
٢ ـ علل الشرائع ٢ : ٣٩٤.
٣ ـ تحف العقول : ٣٥.
٤ ـ غرر الحكم للآمدي : ١٥٦ ، الحكمة ٤٠٦٤.