ويقول تعالى : (اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (١).
ويقول تعالى : (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) (٢).
فمن أجل المصالح المادية الزائلة يختلقون الفتاوى ، ويبتدعون الآراء ، وينسبونها لله سبحانه.
ورجل الدين المصلحي ينظر إلى سائر رجال الدين كمنافسين له ، ينتابه الحسد إذا ما رأى تقدّماً أو تفوّقاً لأحد منهم ، ويحاول التقليل من شأنه أمام الناس ، ويتصيّد أخطاءه ويتابع عثراته ليشيعها في الجمهور ، وقد يسعى بكلّ جهده لعرقلة طريق الآخرين من رجال الدين إلى التقدّم.
ولعل هذا الجانب من أهم أسباب بروز الخلافات بين رجال الدين ، حيث إنّ ثقة الناس والتفافهم حول رجل الدين ، هما المكسب الرئيسي له ، والرصيد الأساسي لدوره وقيمته ، فالتنافس يكون على هذه الثقة والاتباع بين رجال الدين ، وإذا ما خاصم أحدهم الآخر ، فإنّ أهم ضربة يوجهّها إليه هي إسقاط أو إضعاف شعبيته وسمعته عند الناس ، عبر مخالفة آرائه والتشهير بأخطائه.
وهناك حديث شريف يبيّن أنّ الحسد هو المرض الأكثر شيوعاً في
__________________
١ ـ التوبة (٩) : ٩.
٢ ـ البقرة (٢) : ٧٩.