مسؤولية الوحدة
إنّ منهجيّة الإنسان في التفكير تحدّد ـ عادة ـ مستقبل حياته ، فمن الأبعاد الأساسية في منهجيّة التفكير هو الفكر اللامسؤول ، والثّقافة اللامسؤولة ، ذلك لأنّ الفكر على نوعين.
نوع يدفعك نحو تحمّل المسؤولية ، ويرفعك إلى مستوى العطاء والتصدّي ، وتحمّل الأمانة.
والنوع الآخر من الفكر هو ذلك الذي يكرّس فيك حالة الخمول ، والتردّد ، والتراجع ، ويزودّك بالتبريرات والأعذار ، ويضع على قلبك الأغلال والقيود.
ومن هذا المنطلق فإنّ على الإنسان وهو يواجه الأفكار المختلفة في حياته أن يتساءل دوماً : هل هذا الفكر هو فكر مسؤول أم لا؟ وهل هو فكر الثورة أم التبرير؟ فكر التصدّي أم فكر الهزيمة؟
إنّنا ـ للأسف الشديد ـ فقدنا إرادتنا أمام المستعمرين ، ولذنا بمنهجيّة التبرير التي كلّفتنا الكثير من الهزائم والنكسات ، والتي هي في حقيقتها منهجيّة إلقاء المسؤولية على الآخرين والتملّص منها فإذا بالمجتمع مسؤول،والحكومة مسؤولة ، والتأريخ مسؤول فكلّ شيء مسؤول ولكنّني أنا الوحيد الذي أعدّ نفسي غير مسؤول.