أوساط العلماء ، وأنّه مدخل أكثرهم إلى نار جهنم ، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ستة يدخلون النار قبل الحساب بستة ، قيل : يا رسول الله ، من هم؟ فعد منهم : والعلماء بالحسد (١).
ومثله روي عن الإمام علي عليه السلام : إن الله وعجل الله تعالى فرجه يعذب ستة بستة ... والفقهاء بالحسد (٢).
ثانياً : من الطبيعي وجود حالة من التنوّع والتعدّدية في كلّ مجتمع ، بأن تشكّل من أكثر من قومية ، أو تختلف الأديان والمذاهب التي ينتمي إليه أبناؤه ، وقد تتعدّد المدارس الفكرية ضمن الدين الواحد ، أو المذهب الواحد ، هذا فضلاً عن تنوّع القبائل ، أو الطبقات الاجتماعية ، أو الانتماءات الحزبية والسياسية. وعادة ما يصاحب هذا التنوّع والتعدد نوع من الحسّاسيات والخلافات والحواجز والفواصل ، بين أبناء المجتمع الواحد ، قد يصل إلى حدّ التنازع والصراع.
ورجل الدين ، بما يمثّل من موقع ودور مبدئي ، يجب أن يتسامى على تأثيرات تلك الحسّاسيات والحواجز ، ويكون داعية للوحدة والتعاون ، ورائداً للعدالة والإنصاف ، لكن ذلك مشروط بنزاهة رجل الدين ، وصدقية التزامه المبدئي ، فإذا ما تسرّب الانحراف إلى نفسه ، فسيقع تحت تأثيرات الواقع الاجتماعي ، ويكون خاضعاً لتفاعلاته ، بل قد يصبح أداة وواجهة في معادلة
__________________
١ ـ إحياء علوم الدين ٣ : ٢٧٦ وفيه :
(وقال عليه السلام : ستة يدخلون النار قبل الحساب بستة ، قيل يا رسول الله من هم؟ قال : الأمراء بالجور ، والعرب بالعصبية ، والدهاقين بالتكبر ، والتجار بالخيانة ، وأهل الرشتاق بالجهالة ، والعلماء بالحسد).
٢ ـ الخصال : ٣٢٥ ، باب الستة.