الصراع ، بما يشكّله من ثقل ونفوذ بعنوانه الديني. وحينئذ يستغلّ الدين كوقود في معارك الصراع القومي أو الطائفي أو القبلي أو الحزبي أو الطبقي.
وكم من معركة دامية ، وفتنة مرعبة ، سالت فيها الدماء وهتكت فيها الحرم والأعراض ، بين أبناء الأُمّة ، حصلت بتحريض أو تبرير من رجال الدين المنحرفين؟
ثالثاً : أنّ القوى التي تريد الهيمنة على المجتمع ، والسّيطرة على قدراته ، لا تجد لخدمة نفوذها ومصالحها أفضل من رجل دين مصلحي ، يوفّر لممارستها الغطاء الشرعي ، ويكون رأس حربتها باسم الدين ، في مواجهة المخالفين والمعارضين.
وتعطيه في المقابل شيئاً من فتات موائدها ، أو تمنحه منصباً على هامش سلطاتها ، ولعلّ قسطاً لا بأس به من الخلافات والنزاعات داخل الساحة الدينية تحرّكه قوى خارجية معادية ، أو داخلية متسلّطة ، تستغلّ بعض العناصر المصلحية من رجال الدين.
وقد تتجه بعض القوى والجهات إلى دسّ بعض العناصر التابعة لهم بالأساس في أوساط رجال الدين ، للقيام بمهمّات الاستقطاب والإرباك ، مستغلّة ضعف الإدارة والتنظيم لدى المؤسّسات الدينية ، وبساطة التفكير ، وسذاجة التعاطي ، لدى بعض الزعامات والقيادات الدينية.
بالطبع ، فإنّ أي رجل دين مبدئي لا يبيع آخرته بدنياه ، ولا يساوم على مصلحة الدين والأُمّة.
إذا كان الاختلاف العلمي في القضايا الدينية أمراً لا يمكن تلافيه ، إلّا