به أمير المؤمنين فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي صاحوا : وا عمراه ، وا عمراه. فلما رجع الحسن إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال له : ما هذا الصوت؟ فقال : يا أمير المؤمنين الناس يصيحون : وا عمراه ، وا عمراه ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : قل لهم صلوا (١).
وفي رواية أخرى : لما كان أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة ، أتاه الناس فقالوا له : اجعل لنا إماماً يؤمنا في رمضان ، فقال لهم : لا ، ونهاهم أن يجتمعوا فيه ، فلما أمسوا جعلوا يقولون : ابكوا رمضان ، وا رمضاناه ، فأتى الحارث بن الأعور في أناس فقال : يا أمير المؤمنين ، ضجّ الناس وكرهوا قولك ، قال : فقال عند ذلك : دعوهم وما يريدون ليصل بهم من شاؤوا (٢).
وروي أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقي رجلاً فقال : ما صنعت ، [ يعني في مسألة كانت معروضة للفصل فيها ] فقال الرجل : قضى علي وزيد بكذا ... قال عمر : لو كنت أنا لقضيت بكذا ... قال الرجل : فما يمنعك والأمر إليك؟ قال : لو كنت أردك إلى كتاب الله ، أو إلى سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لفعلت ، ولكني أردك إلى رأي ، والرأي مشترك (٣).
وسئل الشيخ ابن تيمية عمن ولي أمراً من أمور المسلمين ، ومذهبه لا يجوز شركة الأبدان فهل يجوز له منع الناس من العمل بها؟
فأجاب : ليس له منع الناس من مثل ذلك ، ولا من نظائره مما يسوغ فيه
__________________
١ ـ تهذيب الأحكام ٣ : ٧٠ الحديث ٣٠ باب فضل شهر رمضان والصلاة فيه زيادة ... ).
٢ ـ تفسير العياشي ١ : ٢٧٥ الحديث ٢٧٢ وسائل الشيعة ٨ : ٤٧ الحديث ٥ باب ( عدم جواز الجماعة في صلاة النوافل في شهر رمضان ... ).
٣ ـ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ٢ : ٥٩.