أتباع مذهبه مؤيدين ومصححين.
ومذهب أحمد بن حنبل ، وهو المذهب المشهور باتباع الأثر ، قد عرف بـ مفرداته التي نظمها من نظم ، وألّف فيها من ألّف ، وغدا من المعروف المألوف أن يقرأ الباحث فيه هذه العبارة : وهذا من مفردات المذهب.
والمذاهب الأربعة ، على ما لها من اعتبار وتقدير لدى جمهور الأُمّة ، ليست حجّة في دين الله ، إنما الحجّة ما تستند إليه من أدلّة شرعية ، منقولة أو معقولة.
وما يقال عن بعض الآراء إنها شاذة أو مهجورة أو ضعيفة ، فهذا لا يؤخذ على إطلاقه وعمومه ، فكم من رأي مهجور أصبح مشهوراً ، وكم من قول ضعيف في عصر ، جاء من قواه ونصره ، وكم من قول شاذ في وقت هيأ الله له من عرف به وصححه وأقام عليه الأدلّة ، حتّى غدا هو عمدة الفتوى (١).
وجميل جداً ما ينقل عن الإمام الشافعي أنّه قال : رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب (٢).
المهمّة الأساس والغاية الكبرى لرجل الدين ، هي معرفة الحقائق الدينية والأحكام الشرعية ، على حقيقتها وواقعها.
والآراء العلمية المختلفة في أي مسألة اعتقادية أو فقهية ، إنّما هي احتمالات وأوجه لتلك المسألة ، فقد يكون أحد تلك الآراء مصيباً لها بشكل
__________________
١ ـ الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم : ٧٣ ـ ٧٤.
٢ ـ المصدر السابق : ٩٨.