إنّ هذا النوع من التفكير هو الذي جعلنا نصل إلى هذا المستوى المتردّي ، فلنحاول أن نغيّر من أنفسنا ، وأن نقول منذ اليوم : نحن المسؤولون لا غيرنا ، فنحن مركز هذا العالم ، وإذا ما غيّرنا أنفسنا فإنّ الله جلّ وعلا سيغيّر واقعنا ، وواقع أُمّتنا.
فلنفكّر بهذا الأسلوب ولنرى ماذا سيحدث ، ولنبدأ من هذا الوضع القائم ، ومن أوضاعنا بالذات.
إنّ منهجية أولئك الذين يتملّصون من المسؤولية هي منهجية التفكير الذي يبعث على الخمول ، واللامسؤولية ، وهذه المنهجية هي المسؤولة عن واقعنا ، ونحن إن لم نبادر إلى تغييرها لما كان بإمكاننا أن نفعل شيئاً من هنا هو لابدّ من القول بأنّنا بحاجة إلى الوحدة التي تشبه إلى حدّ كبير الصحّة والعافية في الجسد ؛ إذ العافية لا يمكن أن تصدق على جسم متهاوٍ ، وعين عمياء ، ويد شلاء ، ورجل عرجاء ، وهكذا الحال بالنسبة إلى الأُمّة الواحدة ؛ حيث لابدّ أن تتوافر لديها عشرات الشروط والعوامل لكي تكون أُمّة واحدة ، ذات هدف واحد ، واستراتيجية واحدة ، وأُفق وتطلّع واحد يسعى بذمتها أدناها ، وتكون كالجسد الواحد.
ونحن كأمّة إسلامية جسمنا يتقطّع من أطرافه ، ولكنّنا لا نتحسّس ، ولا نشعر فترانا منشغلين في التوافه ، والشعارات والأسماء ، والأوهام.
في الوقت الذي يجب علينا أن نعود إلى الوحدة الحقيقية ، التي تعني ذلك الصرح المتكامل ، وتلك العوامل التي تجعل الأُمّة سليمة متعافية ونقيّة ، أُمّة ليس فيها مكان للغشّ ، والاختلاف ، والغيبة ، والنميمة ، أُمّة الفكر المسؤول أساسها وشعارها ومنطلقها.