هذه المصادر الأربعة تبيّن عدم وجود ما يدل على تلك النسبة إلى الشيعة فيها؟!
(١) ـ بالحوار يتأكّد الإنسان ويتحقّق من صحّة رأيه وموقفه ، فقد تسيطر على ذهنه فكرة ، أو يبدو له رأي يرتاح له ، غير ملتفت إلى ثغرات تلك الفكرة ، أو نقاط ضعف ذلك الرأي. ولكنّه حينما يواجه الرأي الآخر ، والطرف الآخر ، بما لديه من نقد وملاحظة واعتراض على رأيه ، وبما يقدّمه من رأي بديل ، له أدلّته وحججه ، فيكون ذلك مدعاةً له للتفكير والتحقّق ، ما يؤدّي إلى تعميق رأيه ، وازدياد ثقته في موقفه ، أو إلى تراجعه عنه إن اكتشف خطأه.
يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ (١).
(٢) ـ وبالحوار يقدّم الإنسان نفسه ورأيه للآخرين ، فيتعرّفون على حقيقة موقفه ، ويطلعون على منطلقاته ومبرّراته ، فتكون صورته واضحة أمام الآخرين ، وتزول الالتباسات والشكوك. يقول الإمام علي عليه السلام : تكلّموا تعرفوا فإنّ المرء مخبوء تحت لسانه (٢).
وفي المقابل تتاح للإنسان ، عبر الحوار ، فرصة التعرّف على الآخرين وآرائهم ، فيكون انطباعه وتقويمه للرأي الآخر أكثر واقعية وصدقاً.
(٣) ـ والحوار هو الصحيح والأمثل للتبشير بالرأي والموقف الذي يؤمن به الإنسان ، ذلك لأنّ الرأي لا يفرض بالقوة ، وإنّما بالاقناع ، والذي لا يتحقّق
__________________
١ ـ نهج البلاغة ٤ : ٤٢ ، قصار الحكم ١٧٣.
٢ ـ المصدر السابق : ٩٣ ، قصار الحكم ٣٩٢.