هو مرض التعصّب للرأي ، بأن يتشبّث الإنسان برأيه ، ويتمسّك بموقفه ، وكأنّه يمثّل وجوده وشخصيته واعتباره.
فهو غير مستعدّ للمناقشة والحوار ، وإذا ما ناقش ، فمع التصميم على عدم التنازل عن رأيه ، وإن اتّضح له مخالفته للحقّ ، ويتمحّل التبريرات ، ويفتعل الأدلّة ، للدفاع عن رأيه ، ويكابر ويعاند حتّى مع تجلي الحقيقة له.
وهذه الصفة السيئة تتنافى مع حقيقة العبودية لله تعالى ، حيث يصف الله عباده بقوله (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (١).
جاء في الحديث عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام : عن أبي الربيع قال : قلت : ما أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان؟ قال : الرأي يراه مخالفاً للحق فيقيم عليه (٢).
وقد يتعصّب الإنسان لمذهبه ، ويدافع عنه دفاع المستميت مع معرفته بخطأ ذلك.
ومع تشكل الحركات والأحزاب ، في الساحة الإسلامية ، أصبح لدينا لون جديد من التعصّب ، هو التعصّب الفئوي الحزبي ، حيث يتقيّد المنتمي بآراء ومواقف فئته وجماعته ، وإن كان مخالفاً للشرع أو للمصلحة العامة.
عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام : من تعصّب عصّبه الله بعصابة من نار (٣).
__________________
١ ـ الزمر (٣٩) : ١٧ ـ ١٨.
٢ ـ معاني الأخبار : ٣٩٣ ، الحديث٤٢ ، باب نوادر المعاني.
٣ ـ الكافي ٢ : ٣٠٨ ، الحديث٤ ، باب العصبيّة.