ولا تزال الساحة الإسلامية تعاني من مثل هذه الخلافات والمعارك المفتعلة ، حول قضايا جانبية ، تشغل بال الأُمّة عن التحدّيات الخطيرة التي تواجهها ، وهموم الواقع المعاش.
هناك حقوق أقرّها الإسلام فيما بين الناس ، لتنتظم بها علاقاتهم الاجتماعية ، وليشعروا بإنسانيتهم ، وليعيشوا الكرامة والاحترام فيما بينهم.
وهناك آداب سنهّا الدين ، في التعامل الاجتماعي ، تتعمّق بالمحافظة عليها مشاعر المودّة والحبّ ، ويزداد التماسك والتآلف ، وينال بها كلّ فرد ما يستحقه من الاحترام والتقدير.
هذه الحقوق الاجتماعية ثابتة للإنسان بما هو إنسان ، ولعضويته في المجتمع المسلم ، وبغض النظر عن أفكاره وآرائه المختلفة ، ما دام محافظاً على حقوق الآخرين ، وملتزماً باحترام هوية المجتمع واختياراته.
وتشير بعض النصوص الدينية بصراحة إلى ثبوت هذه الحقوق ، وإلى الالتزام بالآداب والأخلاق الإنسانية الإسلامية ، حتّى مع اختلاف الدين والمذهب والرأي والتوجه.
(١) ـ ففي مجال حقوق الأرحام ، تؤكّد النصوص الدينية على المحافظة عليها ، حتّى مع اختلاف الدين أو المذهب ، فالوالدان لابدّ من احترامهما وبرّهما ، وإن كانا مشركين ، بل وإن كانا يضغطان على الولد المؤمن ليترك إيمانه ، فعليه التمسّك بإيمانه ، وعدم الاستجابة لضغوطهما ، لكن مع حسن الأدب والتعامل مع والديه ، يقول تعالى : (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي