وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ما آمن بي من بات شبعان وجاره طاوياً ، ما آمن بي من بات كاسياً وجاره عارياً (١).
(٣) ـ وقد ضرب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أروع الأمثلة في حفظ حقوق الطرف الآخر وإن كان مخالفاً في الرأي والمواقف.
ففي أثناء خلافته ، وحينما انشق عليه الخوارج ، واتّهموه في دينه وكفروه ، فإنّه واجههم في حدود ردعهم عن التخريب ، وممارسة الإرهاب ، والتزم بمعاملتهم كسائر المواطنين ، وإعطائهم حقوقهم الكاملة.
وكان علي عليه السلام يقول : إنّا لا نمنعهم الفيء ، ولا نحول بينهم وبين دخول مساجد الله ، ولا نهيجهم ما لم يسفكوا دماً ، وما لم ينالوا محرّماً (٢).
وبذلك ضمن لهم رواتبهم ، ونصيبهم من الغنائم والصدقات ، وأعطاهم حق إبداء الرأي ، وفسح لهم مجال التواجد في الأماكن العامة.
ولم يتعدّ الإمام على حقوق أحد من معارضيه والمخالفين له ، بل حفظ لهم حتّى حقوقهم المعنوية ، حيث لم يقبل بأن يوصفون بالشرك أو النفاق.
فعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، عن أبيه الإمام محمّد الباقر عليهما السلام : أنّ علياً عليه السلام لم يكن ينسب أحداً من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ، ولكنّه كان يقول : هم إخواننا بغوا علينا (٣).
من كلّ ما سبق يتبيّن لنا كيف أنّ الإسلام يوجّهنا إلى احترام بعضنا
__________________
١ ـ عوالي اللئالي ١ : ٢٦٩ ، الحديث٧٥ الفصل العاشر (في أحاديث تتضمن شيئاً من الآداب الدينية).
٢ ـ أنساب الأشراف : ٣٥٩ ، الحديث٤٣١.
٣ ـ قرب الإسناد : ٩٤ ، الحديث٣١٨.