ثمّ أين نحن عن الأحاديث والنصوص التي تحذر من إيذاء المسلم ، أو الاعتداء على كرامته ، أو شيء من حقوقه؟ كما روي عن الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّه قال : من أعان على مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة : آيس من رحمة الله (١).
لتفترض أنّ الخلاف العلمي بين عالم وآخر كان في درجته العليا٢٠% فهذا يعني أنّ مساحة الاتّفاق والتّطابق هي نسبة ٨٠% لكن المؤسف والمحزن في الأمر ، هو تجاهل مساحة الاتفاق الواسعة وتجاوزها ، للانشغال بمنطقة الخلاف المحدودة والوقوف عندها.
ففي الثقافة السائدة في أوساط الأُمّة ، هناك تركيز بارز على القضايا والمسائل الخلافية ، مع محدوديتها وثانويتها ، وهناك إهمال واضح للمتفق عليه مع سعته وأولويته.
(١) ـ إنّ كلّ علماء الإسلام يتّفقون على أصول العقيدة ، وهي الإيمان بالله تعالى ، ونبوّة النبي محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وأنّه خاتم الرسل والأنبياء ، وبالمصير إلى الله ، والمعاد إليه في يوم القيامة ، وإن اختلفوا في بعض تفاصيل هذه العقائد.
كما يتفقون على معالم الشريعة ، وأركان الدين ، من صلاة وصوم وحجّ وزكاة وخمس وجهاد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، فهذه المعالم والأركان ، يجمع علماء الإسلام على وجوبها ، ويتّفقون على مقوماتها الأساسية ، وخطوطها العريضة ، وإذا ما كان هناك اختلاف ، ففي بعض الجزئيات والتفاصيل من فروع مسائلها.
__________________
١ ـ المحاسن ١ : ١٠٣ ، الحديث ٨٠ من كتاب عقاب الأعمال.