وينهل العلماء من منهل واحد ، هو الكتاب والسنّة ، حيث يجمع المسلمون على حجّيتهما ، ولزوم الأخذ لما ورد فيهما ، وتحريم أيّ مخالفة أو معارضة لهما.
وإنّ فهم نصوص الكتاب الكريم ، والسنّة الثابتة ، لا يكون إلا بالتدبّر والتأمّل والاجتهاد والنظر ، مع معذورية كلّ مجتهد في الأخذ بما وصل إليه نظره واجتهاده.
وضمن كلّ مذهب من المذاهب الإسلامية ، هناك اتّفاق على قواعد الاستنباط وضوابط الاجتهاد ، والكثير من التفاصيل العقيدية والفكرية.
هذا بالنسبة لأصول الدين ومعالم الشريعة.
(٢) ـ إنّ حفظ الإسلام ، وإعلاء كلمته ، وتطبيق أحكامه وتعاليمه ، هو الهدف المشترك لجميع علماء الدين.
ومما يهمّ العلماء جميعاً ، حماية مصالح الأُمّة الإسلامية ، وتحسين أوضاعها ، والدفاع عن مقدساتها وحقوقها ، وإعزاز مكانتها بين الأمم ، لتكون كما أرادها الله تعالى (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (١).
(٣) ـ وهناك تحدّيات قائمة ، يشعر بها كلّ واحد من علماء الدين ، وأبرزها طغيان مدّ الأهواء والشهوات والانجراف المادي ، الذي يصدّ الناس عن التوجّه الروحي ، والالتزام الديني. والتيارات الفكرية المادّية التي تمتلك وسائل الإعلام ، ومراكز القوّة والقرار ، وتعمل بإمكانياتها الضخمة ضد الحالة الدينية.
__________________
١ ـ آل عمران (٣) : ١١٠.