ولقد نجح السيّد الأمين في هذا الجانب نجاحاً باهراً فقد كان إماماً في الوحدة لكلّ الطوائف والديانات وهذا ما يعترف به كلّ من عاصره ، وقد قال عنه الشيخ هاشم الخطيب من علماء السنة من دمشق : لقد نهض بأبناء طائفته الجعفرية في سوريا ولبنان وجبل عامل نهضة مباركة وخطا بهم خطوة طيبة حببت إليهم جميع إخوانهم من المسلمين والعرب كما حبّبتهم أيضاً إلى الجميع فكانوا يداً واحدة إخواناً متحابّين على سرر متقابلين تجمعهم وحدة الإسلام وتنظّم أهدافهم وغاياتهم المصلحة العامة (١).
ونقل عنه الدكتور مصطفى السباعي أنّ شخصاً جاء إليه لينتقل من المذهب السنّي إلى المذهب الشيعي ، فعرّفه بأنّه لا فرق بين السنّة والشيعة في العنوان الإسلامي. وعندما أصرّ هذا الرجل قال له السيّد الأمين قل : أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله فقالها الرجل ، فقال له : لقد أصبحت شيعياً. لقد أدرك السيّد الأمين أنّ الوحدة الإسلامية هي من الممنوعات الاستعمارية.
وبذلك كان ثورة على الطائفية في الوقت الذي كان لا يمانع من بحث القضايا المذهبية بذهنية علمية موضوعية ، وبروح إسلامية واعية ، لأنّ هناك فرق بين الحوار العلمي ، والاستغلال السياسي ، أو التحرّك الغوغائي لأنّ الحوار يؤدّي إلى التفاهم وينتهي إلى الوحدة ، بينما ينطلق الاستغلال والغوغاء إلى المزيد من البعد والاختلاف (٢).
فقد أعطى السيّد الأمين روحاً جديدة لمجتمعه كانت بداية عهد جديد
__________________
١ ـ أعيان الشيعة ١٠ : ٤١٣.
٢ ـ المصلح الإسلامي السيّد محسن الأمين ورقة السيد محمّد حسين فضل الله : ٩٠.