في حياة المجتمع ينتقل منها من النزاع إلى التآلف ومن التفرق إلى الاجتماع ، وهذا التحوّل أسس أرضية حيوية ساهمت في عمليات النهوض التي حصلت آنذاك.
ومن ملامح الحركة الإصلاحية للسيّد الأمين إنماء التعليم وبعث النهضة التعليمية في مجتمع الشام ، وقد أسّس حركته العلمية على قاعدة الوحدة والتقارب والتآلف.
إلى جانب ذلك أنشأ جمعية للاهتمام بتعليم الفقراء والأيتام وكانت مسؤوليتها تقوم على حصر أسماء الناشئة ، وتهيئة الأسباب المادية لضمان متابعتهم الدراسة لأن معظم الأهل بسبب فقرهم يفضلون إرسال أبنائهم إلى بعض المراكز الحرفية لتعليمهم صنعة وهم بحالة الأُميّة وذلك لحاجتهم الملحّة لدخل هؤلاء الأولاد لتأمين الضرورات المعيشية.
ولما لاحظ العلّامة الأمين ان الأطفال والشباب بحاجة لرعاية خارج نطاق المدرسة أنشأ جمعية الرابطة الأدبية الاجتماعية لتملأ هذا الفراغ وترفدهم بالنشاط الأدبي والرياضي فكانت هذه الجمعيات تعمل مؤازرة للمدرسة المحسنية والمدرسة اليوسفية تحت إشرافه المباشر وتوجيهه الدائم (١).
وعن نهجه الوحدوي في التعليم يقول الأستاذ عبد اللطيف الخشن : ـ وهو من الذين تعلّموا وتربوا في مدارس السيّد الأمين ـ لم يكن السيّد
__________________
١ ـ المصلح الإسلامي السيّد محسن الأمين : ١٥٢.