يقول السيّد الأمين : أصدر الفرنسيون قانون الطوائف بما لا يوافق مصلحة المسلمين ويخالف نصّ الشرع الإسلامي فعارض في ذلك جملة من علماء دمشق وبالغوا في المعارضة فأوقف القانون وأصدر الفرنسيون بلاغاً بأنّ وقفه يشمل السنّيين من المسلمين فقط. فقدّمت بذلك احتجاجاً للمفوضية الفرنسية باللغتين العربية والفرنسية قام الفرنسيون له وقعدوا ونشرته الصحف (١).
وهذا نصّه :
إلى فخامة المفوّض السامي في بيروت.
بواسطة المندوب العام في الجمهورية السورية.
لقد سمعتم الاحتجاجات الصاخبة التي قام بها المسلمون عموماً في مشارق الأرض ومغاربها على القرار ذي الرقم ٦٠ المسمّى بقانون الطوائف وعلى تعديله ذي الرقم١٦٤ الصادرين عن المفوّضية العليا لأنّهما مناقضان مناقضة صريحة لتعاليم دينهم وأحكام شرعيتهم التي نصّ على احترامها حتّى صك الانتداب والذي سبّب هذه الثورة الفكرية في البلاد.
ولم نكن نحن المسلمين الشيعة بأقل استنكاراً لهذا القرار الذي يسيء إلى حرمة الأديان السماوية كافة لأنّنا من أشدّ ابناء الشريعة المحمّديّة تمسّكاً بتقاليدها وحرصاً على تعاليمها ، ولذلك استغربنا أشدّ الاستغراب ما جاء في خطاب فخامتكم في الراديو من تفريقكم بين طوائف المسلمين هذا التفريق الذي ينكره المسلمون أجمع ، ونستغرب قصركم توقيف مفعول القرار على
__________________
١ ـ المصدر السابق : ٣٧٠.