الطائفة السنّية وحدها واستثناؤكم بقية المسلمين من ذلك. فأنا بوصفي الرئيس الروحي للطائفة الإسلامية الشيعية في سوريا ولبنان أرجو من فخامتكم أن تحاطوا علماً باستنكار المسلمين الشيعيين عامّة لهذا القرار ولهذا التفرقة المصطنعة بين المسلمين (١) ، وكان لهذه المواقف من السيّد الأمين الأثر البالغ على معنويات المجاهدين في سوريا ولبنان وعن ذلك يقول لطفي الحفار من رجال الكتلة الوطنية في سوريا وإنّي لأذكر أنّ الفرنسيين حاولوا كثيراً استمالته إليهم بشتّى الوسائل المغرية ، وعرضوا عليه داراً فخمة يقيم بها ، وراتباً ضخماً يتقاضاه منهم ، فردّهم ردّاً عنيفاً وأعرض عنهم ولم يبال بهم وبقوّتهم ، وكان لهذا كلّه أعظم تأثير لدى الذين يتّصلون به ويعرفون مناقبه وفضائله ويستمعون إلى أحاديثه النافعة ونصائحه الغالية مع ما يتخلّلها من الأبحاث العلمية النافعة والمواضيع الدينية الثمينة فقد كنت كما يعلم الله استشعر راحة ولذّة لا تعدّ لها لذّة حينما أرى هذا الوجه النيّر والتواضع الجمّ والحديث الممتع والنصائح الغالية والأبحاث الدينية والعلمية الواسعة (٢).
ومن أقواله المشهور في هذا المجال لم نزل نتخاصم على شرعية الخليفة حتّى صار المندوب السامي الفرنسي هو خليفتنا؟!
يقول السيّد الأمين في مذكّراته : أصدرت الحكومة السورية في عهد الاستقلال قراراً في الانتخابات النيابية بأنّ للمسلمين السنّيين كذا من المقاعد في المجلس النيابي ، ولسائر الطوائف كذا ، وللأقلّيات كذا ، بموجب ذلك دخلت الشيعة في الأقليّات فقدّمت للحكومة كتاباً بأنّ الشيعة تعتبر المسلمين
__________________
١ ـ أعيان الشيعة ١٠ : ٣٧٠.
٢ ـ المصدر السابق : ٣٨٤.