طائفة واحدة ولا تريد الافتراق عن إخوانها السنيين. فكان لذلك الوقع الحسن عند الوطنيين ، وقرّرت الحكومة بأنّ المسلمين طائفة واحدة لا فرق بين سنّيهم وشيعيهم ، وإنّ هذه المقاعد المعيّنة للمسلمين في جميع أنحاء الدولة السورية هي للسنّيين وللشيعيين على السواء (١).
وبهذا السلوك الحسن استطاع العلّامة الأمين أن ينفذ إلى قلوب الإخوة من أهل السنّة ويتّخذ له موقعاً خاصاً في تلك القلوب (٢).
أيّة روحية هذه التي يتصف بها هذا الرجل المصلح ، وأين أمثال هؤلاء الرجال في عصرنا؟ لقد كان يشخص الأمور بعقل لا بانفعال ، وبعقل المستقبل لا بعقل الماضي ، ويقدّر المصلحة العامة فوق كلّ شيء ، ويقدّمها على كلّ شيء.
ولأهمّية دوره الوحدوي رأينا من الضروري أن نورد بعضاً من منهجيّته في الوحدة والتآلف :
أولاً : أنّ الوحدة كانت هدفه الكبير وعن ذلك يقول : إنّ توحيد المسلمين هدفي منذ أربعين سنة ، منذ إقامتي في هذه الديار (٣).
وعنده إنّ أفضل عمل يجهد في سبيله ، هو السعي لتأليف القلوب ، وإزالة الأضغان بين أهل المذاهب أو تخفيفها ، إذ هي مبنية على أمور لا حقيقة لها ، وإنّما هي من تسويل شياطين الجن والإنس ، مما يمجّه العقل
__________________
١ ـ أعيان الشيعة ١٠ : ٣٧٠.
٢ ـ المصلح الإسلامي السيّد محسن الأمين ، ورقة الشيخ المهاجري : ٧٧.
٣ ـ المصدر السابق.