السليم ، وينهى عنه القرآن العظيم ، والشرع الكريم (١).
ثانياً : لقد كان داعياً للوحدة بكافة السبل ، وكان جريئاً وشجاعاً في دعوته للوحدة لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولم يركن للعقبات والحساسيات والعراقيل. طوال مسيرته وحياته المباركة.
ثالثاً : لقد كان إماماً للوحدة والتآلف ليس للشيعة فحسب بل إماماً حتّى للسنّة ، وإماماً لكلّ الوطنيين في عصره.
رابعاً : لقد كان السيّد الأمين العالم الذي واجه ظروف المرحلة الحرجة والصعبة التي عاش بها بكلّ مسؤولية ، فلم تكن حركته متواضعة ضعيفة خاضعة للتحديات التي تفرضها أوضاع التعقيدات السياسية والاجتماعية القاسية ، بل كانت حركته في حجم تلك التحدّيات ، وفي مستوى تلك الظروف ، وفي الموقع الإسلامي المتحرّك الذي تفرضه مسؤوليته في مواجهة الظلم والانحراف ، ولذلك نجد في ملامح شخصيته ، ملامح العالم المصلح ، كما نجد فيها ملامح الفقيه الثائر (٢).
خامساً : لقد أرسى دعائم الوحدة على مختلف الصعد ، على الصعيد السياسي في عهد الانتداب وحكومة الاستقلال ، وعلى الصعيد الاجتماعي في داخل المجتمع وعلى الصعيد التعليمي والتربوي.
وهو الذي انقذ المجتمع والدولة من مشكلات الطائفية ومآزقها الحادّة في عهد الانتداب مع قانون الطوائف وفي عهد الاستقلال مع قانون الأقلّيّات في المجلس النيابي ، وهكذا في داخل المجتمع الأهلي.
__________________
١ ـ الإسلام بين السنّة والشيعة ١ : ١٣١.
٢ ـ المصلح الإسلامي السيّد محسن الأمين ورقة السيّد محمّد حسين فضل الله : ٨٦.