هامتي وهي من واجباتي وأراني مسؤولاً عنها أمام الله والوجدان (١).
وحينما تحدّث عن الجهاد قال : لو أردنا أن نطلق عنان البيان للقلم في تصوير ما كان عليه الجهاد بالأمس عند المسلمين ، وما صار اليوم لتفجّرت العيون دماً ، ولتمزّقت القلوب أسفاً وندماً ، ولتسابقت العبرات والعبارات ، والكلوم والكلمات ولكن! أتراك فطنت لما حبس قلمي ، ولوى عناني ، وأجّج لوعتي ، وأهاج أحزاني ، وسلبني حتّى حريّة القول ، ونفثة المصدور (٢).
وقد كشف كتابه المثل العليا في الإسلام عن غيرته على الإسلام والبلاد الإسلامية ، فقد كان الكتاب خطاباً ملهماً بعث روحاً في الأُمّة ووصفه البعض : إنّ تأليف مثل هذا الكتاب من قبل العلّامة كاشف الغطاء ليبعث الأمل إلى النفوس بأنّ الكرامة الوطنية لها ركائز باقية فوق تربة الوطن ، وإنّ روح جمال الدين الأفغاني لم ينمحي أثرها من عقول بعض رجال الدين ، وإنّ الوطنية يمكن بعثها شاملة ما دام أمثال العلّامة كاشف الغطاء يمسك بمشعلها ليحرق به الاستعمار (٣).
لقد قابل جمهور الشعب في البلاد العربية والإسلامية ، والزعماء المخلصون الكتاب بارتياح عظيم ، واعتبره الناس معبّراً عن شعورهم ، وآلامهم ، وممثّلاً لآرائهم ومصالحهم (٤) ، وقد نفد الكتاب خلال بضعة أيام من صدوره.
__________________
١ ـ المثل العليا في الإسلام : ٨١.
٢ ـ أصل الشيعة وأصولها : ٣٤٩.
٣ ـ المثل العليا في الإسلام : ٨٧.
٤ ـ المصدر السابق : ٨٤.