وعن مشروعه في الوحدة والتقريب فقد كان من الفاعلين في دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة ، وقد أعطى زخماً كبيراً لمشروعات الوحدة الإسلامية ، وروحياً وفكرياً وعملياً. وكانت الوحدة في تفكيره مصلحة عليا لا يجوز التفريط فيها أو التهاون بها والتغافل عنها ، فكان يقدّمها كأولوية أساسية في منهجيته الحركية.
إنّ تأمّلات الشيخ كاشف الغطاء في مجموعها تشكّل منهجاً علمياً في كيفية فهم الوحدة والتقريب ، والمنهج السليم في التعامل مع الاختلاف ومن مكوّنات ومعالم هذه المنهجية :
١ ـ أن ليس المراد من التقريب بين المذاهب الإسلامية إزالة أصل الخلاف بينها ، بل أقصى المراد وجلّ الغرض هو إزالة أن يكون هذا الخلاف سبباً للعداء والبغضاء ، الغرض تبديل التباعد والتضارب بالإخاء والتقارب (١).
ومهمّا تعمقنا في البحث ومشيّنا على ضوء الأدلّة عقليّة أو شرعيّة ، وتجردنا من الهوى والهوس والعصبيات ، فلا نجد أيّ سبب مبرر للعداء والتضارب بين طوائف المسلمين مهما اتّسعت شقة الخلاف بينهم في كثير من المسائل (٢).
٢ ـ ضرورة الرجوع إلى المصادر العلمية الأصلية لأي مذهب أو فكرة إذا ما أردنا الوصول إلى الحقيقة في هذا المذهب أو هذه الفكرة.
__________________
١ ـ دعوة التقريب بين المذاهب الإسلامية : ٦٧.
٢ ـ المصدر السابق : ٦٩.