وجمع الكلمة ونبذ ما يثير الحفائظ وينبش الدفائن والضغائن التي أضرّت بالإسلام وفرّقت كلمة المسلمين فأصبح الإسلام غريباً يستنجد بهم ، تكالب عليه أعداؤه وجاحدوه وخذله أهله وحاملوه.
ومن أراد شاهد صدق على ذلك فليراجع الجزء الأول من الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية الذي طبع منذ٤٤ سنة ولينظر أوّل صفحة منه إلى صفحة ٢٧ تحت عنوان البواعث والدواعي لهذه الدعوة. ثمّ يشفع هذه النظرة بآخرين في أوّل الجزء الثاني منه فيرى المقطوعة التي يقول أولها :
بني آدم إنّا جميعاً بنو أب |
|
لحفظ التآخي بيننا وبنو أم |
ومنها يقول :
بني آدم رحماكم في قبيلكم |
|
بفقد جزتم بري العظام إلى الهشم |
||
حناناً على هذي النفوس فإنّها |
|
سماوية من رشح ذيالك اليم |
||
هلمّوا نعيش بالسلم عصراً |
|
فإنّنا قضينا عصوراً بالتضارب والدمِ |
||
إليكم بني الأديان منّي دعوة |
|
دعوتكم فيها إلى الشرف الجمِّ |
||
إلى السلم فيكم والتساهل بينكم |
|
فيا حبّذا شرع التساهل والسلمِ |
||
ولم تزل نشراتي ومؤلّفاتي في أكثر من نصف قرن سلسلة متوالية الحلقات متصلة غير منقطعة كلّها في النصح والإرشاد والدعوة إلى الاتحاد ودفع الفساد ، وقد طبع أصل الشيعة تسع مرات في كلّ واحدة مقدّمة طويلة في الحثّ والبعث إلى الوعي واليقظة ، وإنّ البلاء على الإسلام قد أحاط بالمسلمين منهم ، ومن الملحدين ومن المشركين. وفي خلال هذه البرهة تحمّلت الأسفار وركبت متون الأخطار في البرّ والبحر والهواء ، وأنا في