السيّد عبد الحسين شرف الدين
١٢٩٠ ـ ١٣٧٣ هـ / ١٨٧٦ ـ ١٩٥٤ م
من رجالات النهضة الإسلامية الحديثة ولا زال حضوره نابضاً في أدبيات الحوار الإسلامي. كان وعيه مبكّراً بحال المسلمين وحاجتهم إلى الوحدة ولسان حاله يقول : كانت تلتمع في صدري منذ شرخ الشباب ، التماع البرق في طيّات السحاب ، وتغلي في دمي غليان الغيرة ، تتطلّع إلى سبيل سوي يوقف المسلمين على حدّ يقطع دابر الشعب بينهم ، ويكشف هذه الغشاوة عن أبصارهم ، لينظروا إلى الحياة من ناحيتها الجدّية ، راجعين إلى الأصل الديني المفروض عليهم ، ثم يسيروا معتصمين بحبل الله جميعاً تحت لواء الحقّ إلى العلم والعمل ، إخوة بررة يشدّ بعضهم أزر بعض ، لكن مشهد هؤلاء الإخوة المتصلين بمبدأ واحد ، وعقيدة واحدة كان ـ وا أسفاه ـ مشهد خصومة عنيفة ، تغلو في الجدال ، غلو الجهّال ، حتى كأن التجالد في مناهج البحث العلمي من آداب المناظرة أو أنّه من قواطع الأدلّة! ذلك ما يثير الحفيظة ، ويدعو إلى التفكير ، وذلك ما يبعث الهمّ والغمّ والأسف. فما الحيلة؟ وكيف العمل؟ هذه ظروف ملمّة في مئين من السنين ، وهذه مصائب محدقة بنا من الأمام والوراء ، وعن الشمال وعن اليمين ، وذاك قلم يلتوي به العقم أحيانا ، وتجور به الأطماع أحياناً أخرى ، وتدور به الحزبية تارة ، وتسخّره العاطفة تارة