أخرى ، وبين هذا وذاك ما يوجب الإرتباك فما العمل؟ وكيف الحيلة (١)؟
إنّ هذا الشعور المنبعث من القلب المحترق ألماً من معاناة الواقع حيث الشتات والتفتت ، الجرثومة التي كانت تنتشر في جسد الأمة ، مستفيدة من الجهل وضعف الوعي ، ومدعومة من حبائل مخطّطات الاستعمار ، كان يلازم السيّد شرف الدين دوماً حتى كان أحد مكونات تفكيره في قضايا الساحة والأُمّة.
وقد بدأت مسيرة الجهاد عند الإمام شرف الدين في أوائل القرن العشرين بعد عودته من النجف الأشرف إلى جبل عامل ـ جنوب لبنان ـ فقد كان من أبرز قيادات تيار الممانعة والمقاومة في وجه الاستعمار الحديث لبلاد المسلمين .. ومن الطبيعي ان تكون وحدة المسلمين هي الهدف الذي كان يسعى من أجله شأنه في ذلك شأن كثير من العلماء والمفكرين المسلمين الذين أدركوا ان الهجمة الاستعمارية على بلاد المسلمين لا يمكن ردها إلا في إطار مشروع سياسي توحيدي يعيد للمسلمين شوكتهم ويبعث فيهم ما انكسر من إرادة ومعنويات وثقة بالذات (٢).
يقول الدكتور حسين القوتلي : في أواسط الخمسينات من هذا القرن ، وكنت في بداية العشرينات من عمري عملت إلى جانب دولة الرئيس الحاج حسين العويني ـ رئيس المجلس الإسلامي في بيروت ـ آنذاك ، مقرّراً لهذا المجلس ، ومن خلال كلمة ألقاها الرئيس العويني في حفل تأبين السيّد عبد
__________________
١ ـ المراجعات : ٤٩ ـ ٥٠.
٢ ـ مؤتمر تكريم السيّد شرف الدين ورقة السيّد محمّد حسن الأمين : ١٢٢.