الحسين شرف الدين ، بدأت بالتعرّف إلى المنهج التوحيدي عند علّامتنا العاملي ، في تلك الكلمة ، قال رئيس المجلس الإسلامي عن الراحل الكبير : إنّه أوّل من دعا إلى نبذ الخلافات الوهمية القائمة بين الشيعة والسنّة وهي ـ يشهد الله ـ من عمل الاستعمار ومخلفاته السياسية ، فمتى كان المسلم سنّياً ومتى كان شيعياً. وأضاف يقول : إنّنا في المجلس الإسلامي نريد أن نخلد ذكرى الراحل الكبير ، لا عن طريق الكلام المنمق ، ولكن عن طريق العمل بما دعا إليه السيّد عبد الحسين شرف الدين ، إنّنا نريد أن نعلن عزمنا وتصميمنا على محو هذه الفرقة بين السنّة والشيعة وافتتاح عهد جديد من الوحدة الدينية نطلق عليها اسم عهد شرف الدين (١).
لقد رفض السيّد شرف الدين الطائفية وتأسيس النظام السياسي على قاعدة الطائفية وكانت له محاولات لإصلاح المجتمع طائفياً بإزالة كلّ شائبة تقف والعلاقات الحسنة مع المسيحيين لسدّ الذرائع على الانتداب الفرنسي من اللعب بالورقة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين في لبنان.
وما أدلّ على ذلك من موقفه الإصلاحي في مؤتمر وادي الحجير الذي انعقد سنة ١٣٣٨ هـ / ١٩٢٠ م ، ففي خطبته الشهيرة قال الإمام شرف الدين :
ألا أدلّكم على أمر إن فعلتموه انتصرتم ، فوّتوا على الدخيل الغاصب برباطة الجأش فرصته ، وأخمدوا بالصبر الجميل فتنته ، فإنّه والله ما استعدى فريق على فريق إلّا ليثير الفتنة الطائفية ، ويشعل الحرب الأهلية ، حتّى إذا صدق
__________________
١ ـ مؤتمر تكريم السيّد شرف الدين ورقة السيّد محمّد حسن الأمين : ١٠٠.