الوصول إلى الحقيقة ولو كانت متمثّلة في حجّة صاحبه (١).
وقد استغرق هذا الحوار بين السيّد شرف الدين والشيخ سليم البشري مائة واثنتي عشر حلقة ما بين ذي القعدة ١٣٢٩ ، وجمادى الأولى ١٣٣٣ هـ.
طاف الشيخ موسى جار الله بعض الأقطار الإسلامية ، ووقف على أحوالها وأخبارها وفي نهاية مطافه وجّه إلى علماء الشيعة أسئلة يعتقد أنّها في الوحدة الإسلامية ، وعن هذه الأسئلة يقول السيّد شرف الدين : وردت عليّ مسائل موسى جار الله كما رفعت إلى غيري من علماء الإمامية بواسطة جمعية الرابطة العلمية الأدبية النجفية ـ أعزّها الله تعالى ـ مؤرّخة في ٢١ ذي القعدة سنة ١٣٥٣ هـ ووردت عليّ من طريق آخر أيضاً.
فما وقفت عليها حتّى أوجست من مغازيها خيفة على الوحدة الإسلامية أن تنفصم عروتها ، وتتفرّق جماعتها ، إذ وجدت فيها من نبش الدفائن وإثارة الضغائن ما يشقّ عصا المسلمين ويمزّقهم تمزيقاً ، والدور عصيب ، والظروف حرجة ، لا تسع النقض والإبرام ، ولا المشادّة والمناقشة فضلاً عن هذه المحاربة ، التي ليس بعدها مصاحبة ، وكان الواجب ترك هذه الغارات.
... أليس الله وعجل الله تعالى فرجه وحده لا شريك له ربّنا جميعاً؟ والإسلام ديننا؟ والقرآن الحكيم كتابنا؟ وسيّد النبيّين وخاتم المرسلين محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم نبينا؟ وقوله وفعله وتقريره سنتّنا؟ والكعبة مطافنا وقبلتنا؟ والصّلوات الخمس ، وصيام الشهر ، والزكاة الواجبة ، وحجّ البيت فرائضنا ..؟ (٢).
__________________
١ ـ نظرات في الكتب الخالدة : ٩٠.
٢ ـ أجوبة مسائل جار الله : ٤ ـ ٥.