منهجية شرف الدين في الوحدة
١ ـ إذا كان الهدف من مناقشة الرأي الآخر هو خطاب الذات لا الآخر. فقد يجوز في المنهج أن يعتمد الفقيه على أدلّته المذهبية الخاصّة ، وهذا ليس أسلوب الحوار بل هو مساجلة لا تؤدّي غالباً إلى وفاق بل تثبت رأي كلّ فريق في مقابل الرأي الآخر.
وأما إذا كان الهدف إقناع الآخر بوجهة النظر المخالفة ، أو حلّ النزاع بالكشف عن معيار ثالث للموقف في محلّ النزاع أعلى من معيار كلّ واحد من المختلفين ، فإنّ المنهج العلمي الصحيح الذي يتوفّر على شروط البحث العلمي ويتسم بالجدّية ، لابدّ أن يرتكز على الأدلّة التي يعتمدها الطرف الآخر.
وهذا هو الحوار الذي يرتكز على أسس مشتركة بين المتحاورين ، وهو يؤدّي غالباً إلى وفاق أو إلى تفهّم للآخر يفسح مجالاً لاكتشافه وقبوله والاعتراف به.
ونلاحظ أنّ الإمام شرف الدين قد التزم بهذا المنهج التزاماً صارماً فيما وصل إلينا من أبحاثه في فقه الخلاف وفي فقه الوفاق (١).
__________________
١ ـ مؤتمر تكريم السيّد عبد الحسين شرف الدين ، ورقة الشيخ محمّد مهدي شمس الدين : ٤٩.