المواساة فتجري في سهوب الترقي وتتفرّق في بيد العمران ، وأخاديد الحنان والاتحاد (١).
٤ ـ لم يتكون الموقف السياسي التوحيدي الذي رسم أفق الحركة التوحيدية لديه ، إلّا محصّلة لرؤيته الإصلاحية الأساسية العاملة والملتزمة بوحدة التربية ، ولرؤيته الإصلاحية الاجتماعية الملتزمة بوحدة المجتمع ، ولرؤيته الإصلاحية الداعية إلى وحدة القيم والأخلاق والدين في مجتمع عربي إسلامي ترسي قواعد الحكم فيه دولة عربية واحدة.
٥ ـ فتح باب الحوار المستند على البرهان العلمي والدليل المنطقي ، والبحث الموضوعي بين المذاهب الإسلامية لمعرفة نقاط الاختلاف بدليل ، ونقاط الاتفاق بدليل ، وإزالة كلّ ما هو معارض للعلم والعقل.
٦ ـ لا حياة لهذه الأُمّة إلّا بإجماع آرائها ، وتوحيد أهدافها ، بجميع مذاهبها وشتّى مشاربها ، على إعلاء كلمتها بإعلان وحدتها ، في بنيان مرصوص ، يشدّ بعضه أزر بعض ، وجسم واحد ، إذا شكا منه عضو تداعت له سائر الأعضاء ، حتّى ليكون المسلم في المشرق ، هو نفسه في المغرب ، عينه ومرآته ، دليله ومشكاته ، لا يخونه ولا يخدعه ، ولا يظلمه ولا يسلمه ، وبذلك يكون المسلمون أُمّة واحدة (٢).
٧ ـ لا تقولوا بعد اليوم هذا شيعي ، وهذا سنّي ، بل قولوا : هذا مسلم ، فالشيعة والسنّة فرّقتهما السياسة ، وتجمعهما السياسة ، أمّا الإسلام فلم يفرّق ولم يمزّق (٣).
__________________
١ ـ مؤتمر تكريم السيّد عبد الحسين شرف الدين : ٩٠.
٢ ـ بغية الراغبين ٢ : ٤٤٧.
٣ ـ المصدر السابق : ٤٤٨.