تحرير الحقّ من رقّ الباطل ، وغايته القصوى ، وهدفه الأسمى في كلّ ما خبر وحرّر في حياته ، وما أخرج من المطبوعات متمحضّ للتقارب الإسلامي ، وتوحيد كلمة التوحيد ، في عصر يحيق الخطر على الإسلام (١).
(٣) ـ إنّ الوصول إلى الوحدة لابدّ أولاً من إلغاء التفرقة المذهبية فيقول : لا يكون النظم والاجتماع والإلتآم ، بإلغاء التفرقة المذهبية ، فلا سنّية ، ولا شيعية ، ولا خارجية ولا معتزلية ، ولا أشعرية فيكون الناظم لهذا العقد ، الذي تفرّقت خرزه ، والجامع لهذا الشمل المنصدع ، الانصداعات المتفاقمة ، هو الدين الإسلامي : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله. فهناك تحصل القوّة الرابطة ، والنشاط الجامع ، وتصفو داخلية الإسلام ، ويطيب هواؤه ، وتنقى جوانبه ، وتعود له الروح التي فيه أيّامه وأيّام الخلفاء المرضيين (٢).
(٤) ـ التحرّر من أيّة عصبية كانت تاريخية أو اجتماعية أو عقيدية ففي مقدّمته على كتابه روضة المسائل في إثبات أصول الدين بالدلائل يقول : حرّرتها لمن طلب حقّ اليقين من أيّ فرقة كان من المسلمين أو غير المسلمين خلعت فيها ربقة التعصّب والعناد ، ونزعت فيها حلّة مذهب الآباء والأجداد ، وسلكت طريق الإنصاف والاقتصاد فأرجو ممن وقف عليها النظر بعين الانصاف والألطاف لا بعين التعصّب والاعتساف ، ولا بلحاظ مذهب المتقدّمين والأسلاف (٣).
(٥) ـ التسامح مع الآخر وإن اختلف معنا. فقد كان رحمة الله عليه طبعه
__________________
١ ـ الدعوة الإسلامية ٢ : ص ب.
٢ ـ المصدر السابق ١ : ٢٢٥.
٣ ـ روضة المسائل في أثبات أصول الدين بالدلائل : ٢.