لم يتجاوز ثلاثة عشر عاماً تجعلنا نأمل خيراً كثيراً في مستقبل الزمن.
ولا نحبّ أن ننسى أنّ أمامنا فريقين من المعارضين فريقاً له إيمانه بفكرته ، وله عذره من بيئته أو ثقافته أو غيرته ، وهؤلاء لنا فيهم أمل ورجاء ؛ لأنّ المخلص لابدّ أن ينتهي به إخلاصه إلى معرفة الحقّ والرجوع إليه يوماً ما ، أمّا الفريق الآخر ففريق كان أمثالهم يقولون في عهد نزول القرآن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ) (١) ، وهؤلاء لا شأن لنا بهم ، ولعلّهم لا يعيشون إلّا بالفرقة ، أو يحسّون لها لذّة لا يحبّون أن يفقدوها.
وإنّي لعلى يقين من أنّ هذه الفكرة ستكون نقطة الانطلاق لكثير من الأفكار الإصلاحية ، ولا يزال أمامنا خطوات جديدة تحتاج إلى تعضيد فكري كبير لنقدّم للإسلام كلّ ما أخذناه على عاتقنا في القانون الأساسي.
أكتب هذا ولا تزال في خاطري صورة أوّل اجتماع بدار التقريب ـ ولعلّه أيضاً أوّل اجتماع من نوعه في الإسلام ـ جلس فيه علماء من السنّة والشيعة حول مائدة واحدة ، في هدوء العلماء المتضلّعين وفي وجوههم تصميم المجاهدين وقلّبوا وجوه الرأي لعلاج داء التفرق ، على هدى رسالة الإسلام والمبادئ الإسلامية ، فكتبوا بعملهم هذا فصلاً من فصول التاريخ الإسلامي المجيد.
__________________
١ ـ فصلت (٤١) : ٥.