لهم ـ في كلّ مرحلة من مراحل نموهم ـ عوامل التفتيت والضعف والتقسيم ، وتقودهم إلى حروب طائفية لا يملكون معها إلّا أدوات التدمير والتقتيل لبعضهم البعض.
وهذا هو الذي دفع الواعين من الأُمّة إلى طرح شعار الوحدة الإسلامية كهدف إسلامي كبير يعملون له بأساليب متنوّعة ، ويثيرون ـ من خلاله ـ أمام الوحدة المشاكل الصعبة التي تؤدّي إلى الانقسام في حياتهم العامة والخاصة ، في مقابل النتائج الإيجابية التي يحصلون عليها من خلال الاتحاد أو التعاون أو الوحدة.
وقد اختلفت الأطروحات حول الوحدة ، فهناك الأطروحة المثالية التي تواجه المشكلة بالروح الغيبية الضبابية ، التي تحاول إبعاد المشاكل الحيّة عن تفكير الأُمّة ، بالإيحاء بأنّه لا خلافات صعبة بين المسلمين ، وأنّ علينا تناسي القضايا الهامشية ، والوقوف صفّاً واحداً كالبنيان المرصوص في مواجهة الأعداء. وهكذا يغرق الإنسان المسلم فيما يشبه الأحلام ، في أجواء عاطفية ، فيستسلم لهذا الخدر اللذيذ ، ثمّ يرجع إلى الواقع في داخل حياته اليومية ، فيجد أمامه أكثر من مشكلة حادّة ، وأكثر من خلاف متحرّك في عمق ممارسته وعلاقاته.
وهناك الأطروحة الواقعية التي تؤكّد على مواطن اللقاء ، كما تؤكّد على مواطن الخلاف ، ولكنّها لا تضع مواطن الخلاف في الجانب الذاتي الشعوري للأُمّة ، بل تضعها في الجانب الفكري من نشاطها وتوحي ، في هذا الاتّجاه ، بأنّ مثل هذه الخلافات ليست مقصورة على الفئات الكبيرة من المسلمين فيما بينها بل هي موجودة في داخل كلّ طائفة أو مذهب. في أكثر من جانب فقهي أو