والآن. ماذا عن الشيعة والوحدة.
إنّنا نريد أن نناقش الموضوع من ناحيتين :
الناحية الأولى : نظرة الشيعة إلى الوحدة.
الناحية الثانية : نظرة المسلمين من غير الشيعة إلى الوحدة مع الشيعة.
أمّا من الناحية الأولى : فإنّ هناك اتّجاهين في نظرة الشيعة إلى الوحدة :
الاتّجاه الأوّل : الذي يرى أنّ مشروع الوحدة يعمل على تذويب الشيعة في المحيط الإسلامي العام ويؤدّي إلى فقدان الركائز الأساسية لفكرة التشيع. وهي الإمامة وما يتبعها من قضايا فكرية وفرعية. فيتحوّل الشيعة ، بفعل ذلك. إلى سنّة. وبذلك لن تكون عملية الوحدة ، إلّا أسلوباً من أساليب احتواء فئة من المسلمين لفئة أخرى. وليست عملية جمع للمسلمين على أساس الحقّ. ويضيف هؤلاء : إنّنا قد نوافق على عملية التذويب والاندماج لو كانت القضية قضية هامشية طارئة ، يمكن للإنسان أن يتجاوزها كما يتجاوز الكثير من القضايا الحياتية الطارئة للمحافظة على المصلحة العامة ، ولكن القضية تمثّل ، في وعينا الفكري ، قضية التزامنا الإسلامي بخط الحق في العقيدة والتشريع ؛ لأنّ مسألة الإمامة ليست مسألة شخص أو أشخاص ، أو موقف سياسي معين ، بل هي مسألة القاعدة الشرعية التي انطلقت القناعة فيها من الدليل والبرهان ، فلا يمكن للإنسان أن يتنازل عنها ، انطلاقاً من تسوية خاضعة لأوضاع معيّنة.
وهكذا كانت نظرة هذا الاتّجاه إلى مسألة الوحدة ، نظرة سلبية تحمل الكثير من الحذر والخوف والشكّ والارتياب.