في تشويه صورة الشيعة لدى المسلمين وغير المسلمين. حتّى رأينا القائمين عليها يتسامحون مع الاتّجاهات الكافرة بما لا يتسامحون فيه مع الشيعة ؛ لأنّهم يرون أنّ الكفر المقنع الذي يمثّله الشيعة هو أكثر خطورة من الكفر الصريح الذي يمثّله الكافرون الصريحون ، وقد انطلقوا ـ في سائر أنحاء العالم ـ يعملون على عزل شباب المسلمين السنّة ، بما فيها العاملون في خط الإسلام الحركي ، عن شباب المسلمين الشيعة لمنع أيّ تعاون فكري أو سياسي أو اجتماعي فيما بينهم. مهما بلغت التحدّيات العملية ضدّ الإسلام والمسلمين وقد تداخلت ، لدى هؤلاء الخلفيات المذهبية بالخلفيات السياسية ، فيما يخافونه على مراكز نفوذهم في المجالات التي يملكون فيها أسباب السلطة والسلطان.
ولعلّ مشكلة هذا الاتّجاه ، أنّ أصحابه يرفضون الحوار حول القضايا المختلفة التي يعتقدون انطلاق المذهب الشيعي منها ، لتصحيح نظرتهم في طبيعة هذه القضايا من جهة ، مما قد تكون النسبة فيه إليهم غير صحيحة في صوابها أو خطئها من جهة أخرى.
الاتّجاه الثاني : الذي لا يرى في الشيعة هذا الرأي ، بل يرى أنّهم مسلمون فيما يرتكز عليه الإسلام من عقيدة وشريعة ، وإنّ الخلافات بينهم وبين السنّة ، كالخلافات بين السنّة أنفسهم في بعض تفاصيل العقيدة والشريعة ، فهم مسلمون مخطئون في بعض ما يعتقدون فحالهم حال أي مسلم مخطئ في اجتهاده ، فإنّ الخطأ لا يخرجه عن إسلامه ، بل يكون مسلماً خاطئاً مأجوراً.
ولكن أصحاب هذا الرأي لا يرون مصلحة في الوحدة مع الشيعة ؛ لأنّ هذه الأفكار الخاطئة قد تنفذ من خلال مجتمع الوحدة إلى ذهنية المسلمين