من أهل السنّة ، فتسيء إلى الأفكار السليمة الصحيحة الصافية ، كما أنّ طبيعة الأوضاع الشيعية ، فيما تمثّله من خلفيات سياسية معينة ، قد تسيء إلى مستقبل الأمّة.
وربما يلتقي هذا الفريق مع فريق الاتّجاه الأوّل في أساليب العمل ضدّ قضية الوحدة. ولكنّهم يمارسون أساليب المجاملة ، فيما تقتضيه اللياقات الاجتماعية ، أو المصالح السياسية عندما يطرحون قضية الوحدة تماماً ، كما يمارسها الاتّجاه الشيعي الذي يقف موقفاً سلبياً من الوحدة. عندما يطرح الوحدة كشعار في الحالات الطارئة ، ولكن بحذر شديد وبدون إخلاص أو إيمان بذلك.
ولعلّ الواقع الذي يعيشه جمهور المسلمين من أهل السنّة يعيش عمق هذا الاتّجاه ولكن بدرجات متفاوتة.
الاتجاه الثالث : الذي ينطلق في حركته الإسلامية من موقع الإيمان بوحدة المسلمين الواقعية ، فيما يلتقي عليه المسلمون من عقائد ومفاهيم وشريعة. وبأنّ الخلافات فيما يختلفون فيه ، لا تضرّ بهذه الوحدة ، كما لم تضرّ خلافات المذاهب بين بعضها ، في وحدتهم الإسلامية ، وعلى هذا الأساس كانوا يرون في الوحدة أمراً واقعياً في عمق الشخصية الإسلامية ، ولابدّ لنا من تحويله إلى خطوة عملية في حركة الإسلام في الحياة ، وحالة شعورية في داخل وجدان المسلم ، ويرون أنّ دخول أيّ فريق في المجتمع الإسلامي لا يمثّل خطراً على ما يعتقد الفريق الآخر أنّه الحقّ ، ما دامت القضايا المتنازع عليها تعيش في داخل الأجواء التي تثيرها القضايا المتفق عليها ، وما دام المنطق الفكري القائم على الحجّة والبرهان هو الذي يحكم الحوار في