الساحة ، ممّا يجعل الموقف في مصلحة الفريق الذي يملك الحجّة الأقوى ، والمنطق الأفضل ، وليست هناك أيّة مشكلة لأيّ فريق فيما يخسره من أفكار قد يثبت له أنّها خاطئة من خلال الحوار ، ما دامت الروحية الجديدة التي تحكم مساره هي روحية الإسلام الصافي الصحيح بعيداً عن أي إطار آخر.
ويتمثّل هذا الاتّجاه في الحركات الإسلامية الواعية غير الخاضعة لعقلية الأنظمة المرتبطة بالاستعمار وفي الشخصيات الفكرية المسلمة التي تعيش مسؤولية الإسلام من خلال الآفاق الرحبة الواسعة لا من خلال الآفاق الضيقة الحانقة وقد ساهم أصحاب هذا الاتّجاه في خلق جو وحدوي عام ، وفي صنع مجتمعات متنوعة هنا وهناك تعيش روحية الوحدة بانفتاح وإيمان ، وذلك من خلال اللقاء بالاتّجاه الثاني الموجود في مجتمع المسلمين الشيعة ، الذي يرى في الوحدة عنصراً إيجابياً في حركة الإسلام العامة كهدف كبير لابدّ للمسلمين أن يجتمعوا حوله من أجل تحويله إلى حركة واقعية حية. بالأساليب العملية المرنة الحكيمة التي تعمل على الوصول إلى الهدف بالطريقة المرحلية المرتكزة على التخطيط الدقيق في حركة المراحل نحو الهدف.
ولا يزال الصراع حول الوحدة قائماً بين أصحاب هذه الاتّجاهات المختلفة في نطاق الشيعة والسنّة. وما تزال الساحة تمتلئ في كلّ يوم بالجديد الجديد من النتائج السلبية والإيجابية في هذا الخطر أو ذاك ، مما يعتبره كلّ اتّجاه منها دليلاً له ، أو عليه ، وما يزال المستقبل الإسلامي ينتظر النتائج النهائية لهذا الصراع ، ليلتقي بالوحدة الإسلامية كنتيجة إيجابية للوعي الإسلامي الجديد.