والآن. ومن جديد. نطرح السؤال :
إنّنا نتبنى اتّجاه السير في حركة الوحدة الإسلامية ، ونرى أنّه السبيل الأمثل لانطلاقة الإسلام في العالم. الأمر الذي يمثّل النهج الشرعي للسير العملي للإنسان المسلم فيما يرضي الله ، وفيما يقرب إليه. كما يمثّل النهج الواقعي لاستعادة سيطرة الإسلام على الحياة ، وتحقيق العزّة والكرامة للمسلمين ، في جميع مجالاتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وذلك على أساس عدة نقاط :
١ ـ إنّ مشروع الوحدة الإسلامية ، ليس مشروعاً استعراضياً عاطفياً ، يرمي إلى إلغاء المواقف الفكرية بحركة انفعالية سريعة ، بل هو مشروع يرمي إلى إعطاء عقلية موضوعية هادئة تناقش المواقف الفكرية بهدوء واتزان ومسؤولية ، لتكون الساحة للأفضل والأقرب إلى الحقيقة الإسلامية من قاعدة الحجّة والدليل. وبذلك فإنّها تلغي الخوف من الاحتواء من خلال تأمين الضمانات العلمية للوصول إلى ذلك الهدف.
٢ ـ إنّ الانطلاق من صفة الإسلام في أيّ تحرّك فكري أو عملي ، هو الذي يحقّق لأيّ فريق إسلامي القدرة النفسية على مواجهة أيّة قضية فكرية أو شرعية ، بجدية الاهتمام ، وبسعة الأفق ، ورحابة الصدر ، والبعد عن التشنج وإثارة الحساسيات الذاتية ؛ لأنّ القضية عنده ـ في مجملها ـ هي ماذا يقول الله ورسوله ، وما يقوله الإسلام من خلال ذلك ، بعيداً عن كلّ مألوف أو موروث ، فإمّا أن تكون القضية ثابتة بالطرق الصحيحة الاجتهادية فتقبل ، وإمّا أن تكون غير ثابتة فترفض. وهذا هو الذي يوحي بتغلّب الصفة العامّة على