والاعتدال في الأشخاص ، وقضية تحريف القرآن ، أو موضوع مصحف فاطمة ، وعصمة الأئمة ، وما إلى ذلك من الأمور التي يراد إثارتها من أجل إبقاء الهوّة عميقة بين الجماهير الإسلامية ، من السنّة والشيعة.
٥ ـ أن نعمد من جديد ، إلى غربلة العقائد والعادات والفتاوى الشائعة لدى الأُمّة من أجل إخضاعها للمقاييس الفنية الاجتهادية في فهم الكتاب والسنّة. وفي تقويم الأحاديث في صحّتها وضعفها انطلاقاً من دراسة شخصية الراوي ، ومتن الرواية ؛ لأنّنا نلاحظ أنّ كثيراً من القضايا التي يحملها الناس في أفكارهم ، لا ترجع إلى مصادر اجتهادية صحيحة ، بل ترجع إلى التسامح في القضايا التي لا تمثّل حكماً شرعياً ، كقضايا الثواب أو العقاب أو الفضائل أو غير ذلك من الأمور ممّا قد يرويه الوضّاعون والغلاة والضعفاء الذين لا تقوم برواياتهم حجّة في دين أو دنيا.
إنّ ذلك هو السبيل للوصول إلى الإسلام الصحيح في كلّ المفاهيم الفكرية والأحكام الشرعية ، الإلزامية وغيرها ؛ لأنّ أيّ مفهوم وأيّ حكم إنّما هو جزء من الإسلام ، فإذا انحرفت الصورة فيه ، انحرفت الصورة الإسلامية في وعي الإنسان المسلم.
ولا يقتصر هذا الأمر على الشيعة ، وحدهم ، بل يعم السنّة أيضاً ، فيما لديهم من تركة ثقيلة من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة التي كوّنت مفاهيم متنوّعة غير إسلامية في مصادرها الأصلية.
٦ ـ أن نعمل على تشجيع اللقاءات بين الفعاليات الإسلامية العلمية ، من السنّة والشيعة من أجل إيجاد علاقة حميمة فيما بينها من جهة ، وتحويلها إلى علاقة علمية فكرية يتمّ فيها التعارف والتلاقي بين الأفكار ، ثمّ الحوار العلمي