الهادئ من جهة أخرى ليعي كلّ منهما الطريقة التي يفكّر بها الآخر ، ليعرف أنّه لا يتحرّك من موقع الرغبة في الخطأ من قاعدة الخطأ ، بل يتحرّك من موقع الإخلاص للحق. من قاعدة الحق. حتّى لو أخطأ طريق الوصول ، وبذلك يعرف الفريقان أنّهما يخطئان إذا أخطئا من موقع اجتهادي ، كما يصيبان ، إذا أصابا ، من الموقع نفسه.
٧ ـ أن يعيش الشيعة في تحرّكهم السياسي من مواقع السياسة الإسلامية العامة لأنّهم لا يستطيعون الوصول إلى الأهداف الكبرى في الحريّة والعزّة والاستقلال السياسي والاقتصادي إلّا في الدائرة الإسلامية الكبيرة ؛ لأنّ دروس الاستعمار قد علمتنا أنّه يملك كلّ أوراق اللعب في الدائرة الطائفية ، بينما يفقد أكثر الأوراق في الدائرة الإسلامية ، فلا مجال للتفكير بأنّ هناك قضية شيعية يمكننا أن نطرحها في الساحة الدولية ؛ لأن الاستعمار سيطرح أمامها ، قضية سنية ، وبذلك يشغل الساحة بالنزاع الطائفي الذي يمهّد له السبيل للسيطرة على الموقف كلّه.
إنّ مثل هذا الخطر قد يواجه مصاعب كثيرة في الساحة الفعلية وذلك بفعل وجود أوضاع طائفية حادّة ، في المجتمع الإسلامي الآخر. مما قد يجعل من اندفاع الشيعة في الدائرة الإسلامية الكبيرة ، حالة ضعف أو استضعاف ، فيما يحاوله الآخرون من منع ذلك ، أو استغلال ذلك لمصالح فئوية خاصّة.
ولكنّنا نؤكّد هذا الخطر ، على أساس الهدف الكبير ، الذي لابدّ من طرحه في الساحة لتوعيتها في الانطلاق بالقضايا الإسلامية في الفضاء الرحب والهواء الطلق ، على أن يتحرّك العاملون معه بسياسة المراحل التي تحمي الساحة من ردات الفعل الصعبة التي قد تهدم البيت على رؤوس الجميع.