رحم الله جعفر بن محمّد ، فلقد أدّب أصحابه. كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا (١).
إنّ هذه الكلمات وأمثالها تثير فينا الروح الإيجابية في مواجهة الأخطار الكبيرة التي تواجه الواقع الإسلامي. نحن لا نعتقد أنّ الأخطار التي واجهت الإسلام والمسلمين في عهد الخلفاء فيما عاشه الإمام علي من إيجابيات اللقاء والتعاون ، من أجل مصلحة الإسلام العليا ، هي أشدّ من الأخطار التي واجه الإسلام الآن ، بل نعتقد أنّها أشد من الماضي. وذلك هو وحده الذي يفرض علينا الانفتاح على الساحة الإسلامية الكبرى لتكون جزءاً من الأُمّة في قضاياها الكبيرة ، لنلتقي عندما نلتقي من موقع الإسلام ، لمصلحة الإسلام ، ولنختلف عندما نختلف من موقع الإسلام ، لمصلحة الإسلام. لنعطي قضية الإسلام كلّ ما عندنا من فكر وحركة وجهاد وإيمان ، ولنستجيب لنداء الله. (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (٢).
وآخر دعوانا أنِ الحمُد لله ربِّ العالمين (٣)
__________________
١ ـ من لا يحضره الفقيه ١ : ٣٨٣ الحديث١١٢٨ وفيه : (يا زيد خالفوا الناس بأخلاقهم ، صلّوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمّة والمؤذنين فافعلوا فإنّكم إذا فعلتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية ما كان أحسن ما يؤدّب أصحابه ، وإذا تركتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية فعل بجعفر ما كان أسوأ ما يؤدّب أصحابه).
٢ ـ الأنبياء (٢١) : ٩٢.
٣ ـ إشارة لقوله تعالى : ( وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يونس ( ١٠ ) : ١٠.